أدم وحواء أدم وحواء

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

الأسباب ألتي تقف وراء مشكلة السرقة لدى الاطفال ، تعرف عليها وتعلم طرق علاجها ( ملف كامل و مُفصل )


تعتبر السرقة من العادات المُشينة التي تُسبب إضطراباً وقلقاً لدى الأهل في حال وًجدت لدى اطفالهم وعادة ما لا تكون الاسباب التي دفعت الطفل للسرقة بهدف الحصول على شيء معين وإنما نتيجةً لشعوره بالإهمال والتقصير من أهله ، فيندفع للسرقة استجابةً لحاجات نفسية و تعويضاً عن ضعف شعوره بالملكية الفردية ، لذا فمن الواجب فهم دوافع الطفل قبل اللجوء الى اي وسيلة لعلاج هذه المشكلة مع التأكيد على عدم اللجوء الى اُسلوب الضرب او التوبيخ فهذا سيزيد الأمر تعقيداً وقد لا يُصعب حل المشكلة فقط وإنما يجعلها تتفاقم اكثر ، فيتمسك الطفل بالسرقة و يُضاعف من قيامه بها انتقاماً من اي شخص حاول عقابه وإهانته بسبب فعلته والغريب في الأمر انه قد لا يجد في تصرفه هذا عيباً ، فهو يسد احتياجاته بنفسه لا اكثر !! ، لذا فالمسؤولية الكبيرة تقع على عاتق الأهل أولاً في علاج مُسبّبات هذه المشكلة وإلا تحولت هذه العادة الى فعل إجرامي مُتأصل في شخصية الطفل بعد ان يكبر٠

أسباب و دوافع السرقة لدى الطفل وطريقة علاج كل منها 

  • الجهل بمفهوم الملكية الفردية 

يعيش الطفل في جو عائلي يتشارك فيه الجميع استخدام الممتلكات المتوفرة في المنزل ، الا ان هناك بعض الممتلكات الفردية التي تخص الوالدين او الإخوة و حين يقوم الطفل بغير قصدٍ منه بإستخدام تلك الممتلكات اعتقاداً منه بأنها مُتاحة للجميع في المنزل فيقتنيها بدون استشارة صاحبها , هنا تقع المشكلة اذ يعتبر الكبار هذا الفعل سرقة بينما في الحقيقة هو مُجرد التباس وعدم وضوح من قبل الطفل في التفريق بين مفهوم الملكية الفردية والملكية العامة ٠

الحل : خلق شعور الملكية لدى الطفل بأن تُوفَر له مُقتنياته الخاصة مع اعطائه مصروفاً يومياً يتناسب مع عمره ووسطه الاجتماعي والحالة المادية للأسرة ، بالإضافة الى تعليمه فن الاستئذان حتى لا يأخذ ملكية غيره دون قصدٍ منه .

  • الانتقام 

قد يسرق الطفل من والديه او اخوته اذا وجد نفسه مُهمَلاً  و لا ينال الاعتناء اللازم او حين يشعر بأنه مظلوم او مُضطهد و لا يملك القدرة على الدفاع عن نفسه ٠

الحل : يُفترض بالوالدين التعبير الدائم عن حبهما وعاطفتهما قولاً وفعلاً تجاه جميع اطفالهم على حدٍ سواء مع ضرورة تشجيعهم على المُصارحة والإفصاح عن شعورهم و مدحهم على هذا ( ان تحقيق الأمن والطمأنينة للطفل يبعده عن الكثير من السلوكيات غير اللائقة ) ٠
  • الغيرة 

حين يُلاحظ الطفل اهتماماً مُركزا من قِبَل والديه لأحد اخوته او حين يجد احد زملائه يملك لُعباً و اشياءاً لا يقدر هو على امتلاك مثلها فقد يلجأ الى سرقة الشخص الذي يُثير فيه شعور الغيرة فيقوم بأخذ اي شيء يُمكن اعتباره عزيزاً على ذلك الشخص او اي شيء يُمكنه سد عوزه و رغبته في امتلاك نفس ما يملكه مُنافسه .

الحل : يجب على الأهل عدم التمييز بين اطفالهم في المعاملة والعطف والعطاء مع ضرورة تعزيز الثقة في نفس كل واحد فيهم من خلال توفير المُقتنيات التي تنال اعجابه و يطمح اليها ضمن حدود المعقول .
  • الحرمان ونقص الأولويات

ان حرمان الطفل من احتياجاته سواء الضرورية او الكمالية مثل الطعام و الحلوى و الكساء و الألعاب قد يدفع الطفل لسرقتها او حتى سرقة النقود من اجل شرائها و توفيرها ، وقد يكون الحرمان جزئياً بأن يُمنع الطفل عن اقتناء بعض ماذُكر لالتزام الأهل بنظام مُعين , فقد يُحرم من الألعاب خوفاً من انشغاله عن دراسته او يُحرم من الحلوى خوفاً على صحته ، لكنه يبقى طفلاً ولن يفهم دوافع هذا الحرمان ٠

الحل : توفير ضروريات الطفل من ملابس خاصة , طعام , أدوات , وألعاب وغيرها لكي لا يشعر بأنه اقل من سواه ، وفي حال الخوف على سلامته وصحته من احدى المُستلزمات الثانوية التي يطلبها فيُفضل حينذاك استخدام اُسلوب التوجيه والشرح وعدم تركه يعتقد بأن هذا الحرمان بهدف الكره والإهمال ٠
  •  الرغبة في الامتلاك 

قد يلجأ الطفل الى سرقة بعض المُقتنيات حين يجد جميع من حوله لديه ملكية خاصة و بحوزتهم أشياء كثيرة تروقه بينما هو لا يمتلك الا القليل منها و قد يُشاركه بها اخوته ايضاً فقد يقوم الطفل بسرقة ما يُثير انتباهه واهتمامه و يعجز عن اقتناء مثله سواء لدى اخوته او زملائه ، فيسد بذلك رغبته بالامتلاك ولو لفترة وجيزة ٠

الحل :  تجنب تعويد الاطفال على استخدام الأشياء ذاتها معاً ، فالطفل في هذه الحالة لن يُفْرَق بين خصوصيته وخصوصية غيره بالإضافة الى انه سيفتقد شعوره بالملكية الخاصة بينما في داخله يطمح للحصول عليها ، لذا يُفضل تزويده بمُقتنيات خاصة به وحده ٠
  • تحسين علاقته بمعلّميه و زملائه 

ان الطفل الذي يُعاني من علاقات اجتماعية سيئة مع زملائه و عدم قبوله وسط اقرانه او الذي يشكو من مستوى دراسي مُنخفض قد يلجأ للسرقة بهدف شراء هدايا و احتياجات يرشو بها زملائه و معلميه لكسب ودهم و تضامنهم وبالتالي مُساعدته على تحقيق أهدافه ٠

الحل : مُتابعة الوضع  الدراسي للطفل ومساعدته على فهم دروسه وحثه على الإلتزام باداء واجباته فلا يضطر للتغطية على اي تقصير , وكذلك منحه ما يكفي من الحب والعاطفة والثقة بالنفس كي لا يلجأ للحصول عليهم من علاقته بزملائه ، كما وتقع المسؤولية على عاتق المُعلمين ايضاً فلا يجوز لأيٍ منهم قبول هدايا من التلاميذ وبالأخص ان كانت غالية الثمن ٠
  • الخوف من العقاب 

يُعاني الطفل الذي يُعامل بقسوة في العائلة من الخوف الدائم للعقاب في حال قام بأدنى خطأ ، وقد ينشأ خوفه القوي بسبب حالات سابقة لم يتفهم فيها أهله اسبابه في التقصير او فقدان الأشياء فيضطر للسرقة للتعويض عن ما أضاعه في سهوٍ , بهدف تجنب اي عقوبة قد ينالها في لحظة غضب والديه ٠

الحل : الحذر التام من اتباع اُسلوب الشدة في العقاب مع الطفل اذا ما فقد أدواته و ممتلكاته ويجب على الوالدين توجيهه بالمودة والرفق وتعويضه عن البديل ، اما اذا تكرر الامر كثيراً فهنا لا ندعو للعقاب بل لضرورة تقصي الحقيقة ومعرفة السبب الذي يقف وراء ذلك فقد يكون مُتعلقاً بصحة الطفل كضعف الذاكرة او قد يكون بسبب تعرضه للسرقة بفعل أطفال اخرين يشاركونه الفصل الدراسي ٠
  • اثارة انتباه أبويه و أصدقائه

عادةً ما يلجأ الطفل الذي يشعر بأنه اقل من اقرانه الى اي وسيلة تلفت اليه الانتباه فهذه غريزة ترافقه رُغماً عنه ، الا ان السيء في الأمر هو لجوئه لطرق ملتوية بهدف كسب ود من حوله كأن يسرق اشياءاً من أصدقائه ويدعي بأنه تلقاها كهدية كونه محبوبٌ وسط زملائه او ان يسرق من اخوته و أبويه بهدف التباهي امام أصدقائه بأنه ينال رعاية أبوية مُميزة يُثير بها غيرتهم ٠

الحل : بما ان الطفل الذي يتبع هذا الأسلوب يُعاني من شعور بالنقص فالحل يكمن بسد احتياجاته و توفير كل مُتطلباته فعلى الأغلب إنه لن يطلب اموراً تعجيزية او مكلفة الى الحد الذي يصعب تلبيتها عنده ، بالاضافة الى منحه الرعاية والسماح له بالمشاركة في النشاطات الاجتماعية والرياضية فهذا من شأنه تعزيز رغبته في الظهور والبروز في المجتمع بالاضافة الى فائدتها في شغل فراغ الطفل باشياء مُفيدة ٠
  • التقليد 

قد ينشأ الطفل في عائلة لا تحترم ملكية الغير كأن يُشاهد احد اخوته يسرق من أمه و ابيه او ان تقوم الام نفسها بسرقة المال من الأب فحين يقوم احدهم بهذا الفعل امام الطفل الصغير لإعتقاده بأنه لن يفهم ما يحدث او أنه لن يشي بأمره ستكون النتيجة هي انشاء طفل تنمو فيه بذور السرقة والاحتيال كونه يستمد مُثُله ممن حوله وحين يرى قدوته في الحياة تسرق فليس من المُستبعد ان يتبع ذات المنحى هو ايضاً ٠

الحل : تقديم النموذج والقدوة الصالحة امام الطفل فلا يجب نهيه عن سلوك يقترفه ثم يأتي الكبار بمثله ، كما يجدر عدم التسرع واتهامه بالسرقة قبل التحقق من ذلك , وان ثبتت عليه فعلاً فلا يُفضل نعته بالسارق او تعييره بفعلته وإنما البحث عن السبب الذي دفعه لذلك او الشخص الذي اقتدى به و أوصله لهذا الحد ٠
  • الاندفاع بتوجيه رفاق السوء 

يرغب اي طفل في الحصول على أصدقاء يقضي معهم وقته و يحصل من خلال رفقتهم على التسلية و المرح ولكونه طفل فقد يُسيء اختيار أصدقائه كأن يملك بعضهم دوافع لا اخلاقية تجر الطفل الى طريق ارتكاب سلوكيات سيئة وقد يعتقد انه بذلك يمكنه كسب ودهم ومجاراتهم في قدراتهم ، الا انه سيغوص شيئاً فشيئاً في طريق السرقة والكذب والعنف ٠

الحل : مداومة التوجيه و الإرشاد وغرس القيم الدينية والأخلاقية في وجدان الطفل ، والاكثار من الحديث عن الأمانة وفضائلها ، والمشاركة في انتقاء أصدقاء الطفل بما يتلائم مع سنه و توجهاته , مراقبة سلوكه بإستمرار والانتباه لأي تغييرات قد تطرأ عليه ٠


التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

أدم وحواء

2016