تُعتبر عصبية الأطفال من المشاكل الشائعة والتي قد يصعب السيطرة عليها او تخليص الطفل منها فهي حالة تظهر في الفترات الباكرة من عمره وتتطور لتصبح سلوكاً مرتبطاً بشخصيته ، وهناك الكثير من الاسباب والعوامل النفسية والجسدية التي تقف وراء إصابة الطفل بالأعراض العصبية وعدم الاستقرار ، وقد لا يكون الطفل عصبياً بصورة دائمة وإنما يُثار فيه هذا الشعور عند تعرضه لموقف مُعين ومن هنا نوضح أهمية دور الأهل والمحيط في عدم تعريض الطفل للانفعالات النفسية التي تضر بسلوكه وصحته بل وكذلك مساعدته على التخلص من هذه المشكلة بما يتلاءم مع سنه ويراعي شعوره ، وقد أظهرت الدراسات بأن عصبية الأطفال ليست مشكلة وراثية تنتقل من الآباء الى الأبناء عن طريق الدم كما كان يُعتقد في السابق وإنما هي عبارة عن سلوك مُكتسَب ومُتعلَم نتيجة كبت الآباء لابنائهم ٠
الأعراض التي تظهر على الطفل العصبي
يظهر على الطفل العصبي الكثير من الأعراض التي يُمكن وصفها بالتشنجات الهرعية والحركات اللا إرادية التي يقوم بها كرد فعل عن اضطرابه النفسي و انفعاله الداخلي و عدم توازن تفكيره وهو يلجأ لهذه الحركات بدون قصد للتخلص من التوترات العصبية ومن هذه الأعراض :
- انعدام الاستقرار والحركة الزائدة ٠
- التشاجر والاعتداء على الأقران ٠
- العبث والتخريب ٠
- قضم الاظافر ٠
- عض الأقلام ٠
- رمش العين ٠
- هز الكتف او الساق او كليهما .
- تحريك الأنف و جوانب الفم ٠
- تحريك الرأس ٠
- مص الاصابع ٠
- اللعب بالشعر و حك الرأس ٠
- البكاء لفترات طويلة ٠
- الشرود الذهني ٠
أسباب عصبية الطفل وطريقة علاج كل حالة
- الحرمان من الدفء العاطفي في الاسرة وعدم إشباع حاجة الطفل من الحب والقبول ٠
الحل : يجب على الآباء ضبط سلوكهم واشاعة جو من الهدوء والأمن والسعادة داخل المنزل ٠
- سيطرة الآباء وتدخلهم الجائر في قرارات اطفالهم وإساءة معاملتهم ٠
الحل : يجب على الآباء عدم المُبالغة في التدخل بشؤون اطفالهم وان يتركوا لهم حرية التصرف في شؤونهم ولكن مع ضرورة النصح والتوجيه ٠
- التفريق بين طفل وآخر من حيث المعاملة والعطاء كالتفريق بين البنت والولد او نعت احد الأطفال بالذكي والآخر بالغبي.........٠
الحل : عدم التفريق في المعاملة بين الأبناء وإشباع حاجتهم من التقدير والتقبل ٠
- خداع الأباء لأطفالهم وعدم الإيفاء بوعودهم ٠
الحل : الالتزام بالوعود والإيفاء بها فهذا يجعل من الوالدين قدوة صالحة لابنائهم قبل اي شيء اخر ٠
- الاسباب الجسدية والامراض مثل : اضطرابات الغدة الدرقية و زيادة نشاطها ، الاصابة بالديدان ، مرض الصرع ، عسر الهضم ٠
الحل : يجب علاج الطفل من هذه الأمراض أولاً وفي حال استمرت أعراض العصبية يجب اللجوء الى العلاج النفسي الذي يبدأ من تغيير اسلوب معاملته وحل المشاكل التي تسببت له بهذا الخلل ٠
- التأثر بعصبية الآباء : فالأب الذي يُعاني من العصبية والتوتر او الأم الثائرة كلاهما يُعلّمان أطفالهما الانفعال والتهور وسرعة الاستثارة ، كما وقد يلجأ الطفل الى مُقاومة أمه المتسلطة بينما يخضع تماماً لها لو كانت هادئة , تُعامله بحبٍ ومودة٠
الحل : تجنب اتباع اُسلوب القسوة والتعنيف فهو لن يأتي الا بنتائج عكسية على نفسية الطفل كالعصبية والعدوانية او الانسحاب والانطواء ٠
- الإسراف في الحماية والتدليل : بعض الآباء والأمهات يتبعون اُسلوب التدليل المُفرط لأطفالهم كتعبير لهم عن الحب كما وقد يمنعونهم من الاختلاط بأقرانهم خوفاً عليهم من الحوادث ، الا انهم يجهلون مدى التأثير السلبي الذي يُصاحب ذلك , إذ ينشأ الطفل على مبدأ الأنانية وحب الذات و كأنه الآمر الناهي الذي يجب ان تُطاع اوامره و مطالبه فأي تأخير او رفض يجعله يثور غضباً .
الحل : السماح للطفل باللعب مع رفاق سنه فهذا يُساعده على النمو الإجتماعي بالإضافة الى معاملته بصورة طبيعية جداً وتلبية طلباته ضمن حدود المعقول والإمكانيات ٠
- الضعف العقلي و انخفاض مستوى الذكاء : ان الطفل الذي يُعاني من انخفاض مستوى ذكائه عادة ما يشعر بالتوتر والغضب وعدم الاستقرار وقد يصل به الأمر لدرجة التخريب او الحاق الأذى بغيره اذا تم الضغط عليه او إجباره على تحسين أدائه و زيادة تحصيله بما لا يتلائم مع قدراته وطاقته الذهنية وبالأخص في حال تمت مقارنته بأقرانه ممن يفوقونه ذكاءاً ٠
الحل : على الوالدين اتباع اُسلوب خاص في تربية طفلهم ذو القدرات العقلية المحدودة واللجوء الى العلاج الطبي لمساعدته على تنمية مستوى ذكائه ، مع ضرورة النصح الدائم له لتجنب وقوعه في مشاكل فكرية واجتماعية ٠
- الذكاء و ارتفاع مستوى التفكير : ان ما يجعل الطفل الذكي عصبياً و يدفعه للشعور بالتوتر وعدم الاستقرار هي سرعة استيعابه وبداهته ما يدفعه للغضب بسبب اي تكرار او اعادة في الشرح ولكونه واسع التفكير فقد يطرح الكثير من الأسئلة والاستفسارات لذا فإن اي تهرب من الرد او عدم مُبالاة سيثير سخطه وغضبه ٠
الحل : تشجيع الطفل الذكي على القراءة والاطلاع الخارجي , إلحاقه بنوادي العلوم , الاجابة عن جميع أسئلته واستفساراته ولو بأسلوب بسيط مع كثير من الود والقبول ، و تزويده بالألعاب التي تساعده على إظهار قدراته العقلية والذهنية ٠