أدم وحواء أدم وحواء

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

ما تأثير وجود الجد والجدة على الأطفال ولماذا يستطيعان فعل ما يعجز عنه الأبوان ؟


لقد أوضح الدكتور حسان شمسي باشا بنصٍ مُقتضب في كتابه كيف تربي أبناءك في هذا الزمان , التأثير النفسي لوجود الجد والجدة في حياة الطفل فذكر:

 كثيراً ما يتساءل الأجداد والجدات : " لماذا لم أكن استمتع باللعب مع ابنائي مثلما العب الآن مع أحفادي " ؟ 

ان السر في هذا السؤال هو ان الجد والجدة يملكان خبرة كافية في التعامل مع الطفل في حين أن تعامُل الأب او الأم مع الطفل ممزوج دوماً بالشعور بالمسؤولية الكاملة عنه ، فالأب قد يُداعب أبنه ولكنه يمزج لعبه مع الإبن برغبة في التوجيه ٠

ان الجد والجدة يملكان الرغبة في النزول الى مستوى الطفل والحديث معه عمّا يُسعده ، و يمكنهما إقناعه بأن يأكل ، ويُساعدان الطفل على لَبْس الحذاء ، و يُعلّمان الأحفاد كيف يبتعدون عن مصادر الخطر ، كأزرار الكهرباء ، او موقد الغاز ، او أماكن حفظ الدواء ، اما الآباء و الأمهات فكثيراً ما ينتابهم الإحساس بعدم الصبر ، و ضيق الوقت ، فتنطلق الأوامر المُختلطة بالتهديد للأبناء : " ان لم تأكل لن تُشاهد التلفزيون " ٠٠ " ان لم تتأدب لن آخذك معي " ٠٠ " ان لم تسمع كلامي و تنفذه فلن أحبك أبداً " ٠٠  " ان لم تنم باكراً فلن اشتري لك لعبة " ٠٠٠ وهكذا ٠

والاجداد والجدات يعرفون بالخبرة تلك الحقيقة ، فيتعاملون مع الطفل على أساس أنه صاحب الحق في الحياة ، وإن طلباته مُجابة مادامت معقولة ، ولكن قد يحدث احياناً أن الجد او الجدة يوحيان للوالدين برسالة غاية في الخطأ والخطورة ، وهي : أنك يا بني ، يا من أنجبت حفيداً ، لست جديراً بأن تكون أباً ، او : أنكِ يا ابنتي لستِ جديرة بأن تكوني أُماً ٠

فينبغي ان يعلم الجد او الجدة أن الطفل كائن غاية في الذكاء ، و أنه يستطيع ان يلعب على تضارب السلطة جيداً ، فيستغل عطف جده او جدته ، و يلوذ بحماهما كُلَّما قام الأب او الأم بتأنيبه ٠

فمن المهم جداً ان يعرف الجد و الجدة ان مصدر السلطات بالنسبة للطفل هو أبوه و أمه ، و ان لا يتدخلا بإعطاء تعليمات مُتناقضة مع تعليمات الأب أو الأم ٠

ولكن ماذا عن أعماق الطفل ؟ 

ان الطفل الصغير يُحِب الجد و الجدة لأن له معهما مساحة اكبر من الحرية ، و لأنه يستطيع ان يطلب بعض الممنوعات فتتم الاستجابة له ، ولكن الطفل لا يُفكر أبداً ان يكون مثل الجد او الجدة ، أنه يُرِيد ان يكون شاباً قوياً كأبيه ، كما تُرِيد الفتاة ان تغدو جميلة كأمها ٠



التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

أدم وحواء

2016