هناك نوع من الآباء من لايريد القيام بأي شكل من اشكال رعاية الطفل عندما يعود متعباً في المساء ، والحقيقة ان الام التي كانت تعمل طوال النهار في رعاية اولادها هي ايضاً متعبة وتحتاج الى شيء من تفهم زوجها وتقديره ، اذ يذكر الدكتور حسان شمسي باشا ان على الأب الاهتمام بالطفل الى جانب الأم فأخذه لولده من يدي زوجته لا يكلفه شيئاً كما يُحقق اهدافاً كثيرة منها : تنمية العلاقة بينه وبين ولده , وايضاً فهو يظُهر في ذلك محبته واهتمامه بزوجته ، وتقديره للدور الذي تقوم به ، وفوق هذا وذاك تشعر الزوجة آنذاك ان زوجها مازال يهتم بها ويرعاها مثلما كان يفعل قبل الإنجاب ، لذا على الزوج الذي اصبح أباً ان يُغَيِّر من نمط حياته فهو امام مسؤوليات جديدة وحياة مختلفة ، وعليه ان يُشارك زوجته في مسؤولياتها تجاه ولده ، وبما ان مسؤولية التربية تقع على عاتق الأبوين معاً ، لذا فمن واجب الأم ايضاً ان تسمح للأب بمساعدتها في تربية الطفل ، وليس هذا فحسب بل وان تحثه عَلى ذلك ، وتهيئ له الاسباب ، فلا ينبغي لها ان تعتمد عليه في تهديد ولدها وعقابه فَيُصبح الأب كالشرطي للمجرم في نظر ابنه ، لا صلة بينهما الا عند الاختلاف في الرغبات ، كما ان الاختلاف الذي يحدث بين الأب والام في البيت من اجل الطفل يُضعف نفوذهما ويستثمره الولد لمصلحته فيتمادى في غيِّه ، بل يجب ان يعلم الطفل ان سلطة أبويه هي سلطة واحدة ، وان كان هناك اي خلاف ونقاش فليتم بعيداً عن مرأى ومسمع الطفل ، كما لا يجوز اتباع اُسلوب العنف والقسوة من قِبل الأب في تربية طفله ، لأنه سيخلق فجوة كبيرة بينهما٠
و قد يكون لسلوك الوالدين اثر كبير في اِحداث المشكلات النفسية التي يمكن ان يتعرض لها الطفل وقد ينحو سلوك الوالدين احد الاتجاهات التالية :
- التسلط : وهذا يعني زيادة سيطرة الوالدين على الطفل والتدخل في كل كبيرة او صغيرة من شؤونه ، فينشأ الطفل ضعيف الشخصية ولديه استعداد كبير للإصابة بالمشاكل النفسية ٠
- الإفراط في الحماية : ويعني ذلك القيام بكل واجبات الطفل والاستجابة الفورية لكل ما يريد ، فينشأ ضعيف الثقة في نفسه٠
- النبذ والاهمال : وفيه يُهمَل الطفل ويُترَك دون إثابة او تشجيع في حالة النجاح , ودون عقاب او تهديد في حالة الفشل ٠
- التدليل : وفيه يُتراخى في معاملة الطفل وتربيته ، ويُستجاب لكل ما يريد ، فينشأ الطفل على عدم المبالاة ٠
- القسوة : وفيه يستخدم الآباء أساليب العقاب البدني والنفسي بغلظة وقسوة ، فينشأ الطفل خائفاً متردداً ٠
- التذبذب او الاضطراب : فالعمل الذي يُثاب عليه الطفل من الممكن ان يُعاقب عليه في وقت اخر ، وهنا ينشأ الطفل شديد التناقض ، دائم القلق ، لا يستطيع التمييز بين الصواب والخطأ ٠
- التمييز بين الأولاد : وتترتب عليه الغيرة والكراهية وحب الانتقام ٠
وكل هذه الاتجاهات ضارة بشخصية الطفل ، ومن الافضل الاتجاه الذي يُمثل الوسطية والاعتدال ٠