أدم وحواء أدم وحواء

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

الكذب في سلوك الطفل ، تعرف على أنماطه وطرق علاجه واهم النصائح الضرورية لحماية الطفل من السلوكيات السيئة

                                                            
الكذب من العادات الخطيرة على المجتمع ، والطفل يتعلمه من محيطه كما يتعلم اي طبع اخر فهو لا يولد مع الطفل وإنما يكتسبه وفق ظروف عديدة تجبره على نهجه وإذا لم يتم علاجه مبكراً تحول الى حالة مرضية مستعصية يعاني فيها صاحبها من انعدام ثقة الاخرين به ما يجعله محل شك و ريبة ، فليس غريباً ان تجد إنساناً بالغاً كاذباً فهذا نهج اتخذه منذ بداية نشأته ويصعب عليه تركه بعد البلوغ الا اذا اتبع علاجاً نفسياً دقيقاً ٠

أنماط الكذب : 

  • الكذب الخيالي ( التلفيقي)

يتضح مثل هذا النمط من الكذب في سلوك بعض الأطفال ممن يولدون ولديهم خصوبة في الخيال ونشاط فيه ، وقد يكونون من ذوي اللسان الطلق ، والنمو اللغوي السريع ، فيبتدعون قصصاً خيالية لا أساس لها من الصحة ، ولا ترتبط بالواقع ، وغالباً ما يكون ذلك الخيال انعكاساً لمستوٍ عالٍ من الذكاء ، ولاينبغي ان يهتم مثل هؤلاء المبدعين الصغار من الأطفال بالكذب فقد يكون منهم المخترعون والمبتكرون في المستقبل ، وإنما ينبغي ان نساعدهم على ان يدركوا بأن للابداع مجالاته في الفكر والفن والأدب بما لا يتعارض مع الواقع الحي الذي نعيشه في حياتنا اليومية ٠

  • الكذب الالتباسي 

في هذا النوع من الكذب يختلط الخيال بالحقيقة العلمية لدى الطفل ولا يستطيع ان يميز بينهما ، فقد يستمع الطفل الى حكاية خرافية ، او الى قصة واقعية ويعجب بها فتملك مشاعره ثم يأتي الطفل في اليوم التالي لسماعه تلك القصة تستمع اليه وهو يتحدث عنها وكأنها وقعت له بالفعل , او قد يرى الطفل حلماً ما وعندما يستيقظ من نومه يحكي الحلم وكأنه قد حدث له بالفعل ، ومثل هذا النوع من الكذب لا ينبغي ان يزعج الآباء او يخيف الأمهات لانه مسألة تتعلق بالنضج العقلي واكتمال الوظائف العقلية الذي يتم مع التقدم في السن بالنسبة للطفل ، فهو ان وجد في سن الـ( 5 ) او الـ( 6 ) من عمره فإنه يزول بالتدريج و يتلاشى مع سن الـ( 10 ) او الـ( 11 ) و مع ذلك فإننا يجب ان نقدم للطفل الإرشاد و التوجيه بما يساعده على التمييز بين الخيال و الواقع ٠

  • الكذب الادعائي

يلجأ الطفل الى هذا النوع من الكذب غالباً لشعوره بالنقص او الحرمان ، بسبب ضنك البيئة التي ينشأ فيها الطفل ، وفيه يبالغ الطفل بالحديث عن اللعب الكثيرة التي يمتلكها والملابس التي يقتنيها او الرحلات التي قام بها ، وهناك أطفال يتحدثون عن مراكز آبائهم او مواقع سكنهم او اثاث منزلهم وغيرها ، ويمكن للقائمين على تربية الطفل في مثل هذه الحالة العمل على اعادة ثقة الطفل بنفسه عن طريق إبراز القوة فيه ، ليعرف ان قيمة كل انسان ترجع الى عمله الحسن ، كما و قد يقوم الطفل بإدعاء المرض لينال عطف أهله أولاً و ليتخلص من الذهاب للمدرسة او اداء الواجبات بنفس الوقت ٠

  • الكذب الغرضي ( بغرض الاستحواذ )

قد يلجأ الطفل الذي يشعر بوقوف أبويه حائلاً دون تحقيق احتياجاته الى الاحتيال بطرق مختلفة لتحقيق غرضه ، فقد يطلب نقوداً ليشتري الحلوى ويدعي بأنها لشراء مستلزمات المدرسة ، او قد يطلب نقوداً باسم ابيه وأمه من احد الجيران وغيرها من الأساليب التي يتضح منها بأن اسباب هذه الصورة من الكذب تكمن في تشدد الأباء وكثرة عقابهم لأطفالهم ، ووقوفهم دون تحقيق حاجاتهم ، وهذا النوع من الكذب خطير وقد ينتهي بعواقب وخيمة ، والعلاج الجذري له يكون عن طريق إشباع حاجات الطفل ومنحه الثقة بنفسه والاستجابة لمطالبه المشروعة وإعطائه مصروفاً شخصياً معتدلاً يتصرف فيه تصرفاً مسؤولاً تحت إشراف والديه ، بقدرٍ معقول من التسامح ، وايضاً عن طريق إشباع حاجاته الأدبية والمعنوية بالتشجيع والعطف و التقدير المتبادل٠

  • الكذب الانتقامي 

عندما يكون الطفل تحت وطأة الشعور بالغيرة من المكانة التي يتمتع بها غيره من الأطفال في جماعة الفصل او بين الإخوة داخل الاسرة اي حين يشعر بأن احدهم يلقى معاملة متميزة من المعلم او من الأب او من الام فقد يلجأ الى الانتقاص من قدر الطفل الذي يغار منه بان يلصق به تهمة من التهم او اي عملٍ شائن ، لذا يجب ان يوجه المربين انتباههم للعناية بجميع الأطفال على قدم المساواة وعدم التفرقة في المعاملة بينهم , و ان لا يكون التقدير الخاص الا للعمل الحقيقي الذي ينجزه الطفل في مجالٍ من المجالات ، كما ويجب إشباع حاجة الطفل للمحبة من قبل جميع المحيطين به ٠

  • الكذب الدفاعي (الوقائي )

يلجأ الطفل احياناً الى الكذب نتيجة الخوف من عقاب يخشى ان يقع عليه وخصوصاً اذا كان هذا العقاب قاسياً و لا يتناسب مع ما يتطلبه الموقف ، فيلجأ الطفل للكذب دفاعاً عن النفس وحماية لها من العقاب ، او حمايةً لشخص عزيز عليه ، وهذا النوع من الكذب يظهر بفعل قسوة الأهل او المعلمين وميلهم لإنزال العقاب دون تفهمهم لظروف او شعور الطفل بالقلق ازاء الموقف غير الثابت الذي قد يتخذه الكبار في مثل تلك الحالات ٠

  • الكذب الكيدي (الازعاجي )

حين يعاني الطفل من قسوة الأهل ، ويجد ان لا جدوى من تغيير اسلوبهم معه ، عندها سيلجأ الى مقاومتهم بطريقة غير مباشرة ، وقد لا يحقق شيئا مادياً او معنوياً من كذبه عليهم سوى شعوره بالسعادة لكسره القواعد الصارمة بينه وبين نفسه ، لذا يجب على الأهل الابتعاد عن الأسلوب الحازم في معاملة اطفالهم مع توضيح الاسباب التي تجعلهم يتخذون اي اجراء كي لا يعتقد اطفالهم بأنه لمجرد ازعاجهم وتقييدهم ٠

  • كذب التشابه والتقليد 

الطفل في مقتبل حياته يكون محباً للتقليد ، يقلد كل من حوله في الكثير من التصرفات ، وقد يقع الكذب من احد الأبوين امام الطفل لأسباب مختلفة حتى وان كانت بسيطة ، لكن الطفل يراقب الموقف ، ويدرك ان الكذب يكون مشروعاً في بعض الأمور ، ثم يُعمم هذا الأسلوب على كل تصرفاته في مواقف اخرى قد تجلب شروراً وخيمة ، لذا يجب على الأبوين عكس المثال الصالح الذي يحتذي به الطفل ٠

  • الكذب الاناني 

هو نوع من الكذب يلجأ اليه الطفل الاناني لغرض تحقيق المنفعة لنفسه وحرمان غيره منها ، لذا يجب على الوالدين معالجة الصفة السلبية الاساسية لدى الطفل اي تخليصه من الأنانية التي قد تضر أمنه وصحته قبل إلحاق الضرر بغيره , و ذلك يتم من خلال تعليمه مبدأ الأخذ و العطاء و توفير الجو الأسري الطيب الذي يقوم على المحبة و التعاون .



يجدر بالذكر انه اذا ما تكرر الكذب لدى الطفل في اي شكل من اشكاله كالغرق في الخيال وعدم الرجوع للواقع او الاصرار على ادعاء ما لا يملكه الفرد ، او الاستمرار على التحايل للوصول لأغراضه ، وغيرها من الاكاذيب التي تتحول شيئاً فشيئاً الى اُسلوب حياة يمارسه بدون وعي ، فهذه جميعها قد تتحول الى مرض وقد يرافق هذه العلة أعراض اخرى كالسرقة او الغش ٠٠٠ ، وهذا يحدث في حال لم يُعالج الكذب من بداية نشأته وظهوره على الطفل بحيث تُرك ليتطور الى هذه الدرجة ٠


نصائح الى الآباء والمربين لحماية الطفل من الكذب وغيره من السلوكيات السيئة 

  • عامل ابنك برفق واشعره بعطفك٠
  • اكسب ثقة طفلك وشجعه على ان يتحدث معك بكل ما يدور في نفسه ٠
  • دعه يستمتع بطفولته وعالمه الخيالي ، ومع ذلك تدرج به برفق الى التفرقة بين الخيال والواقع ٠
  • وفر للطفل حاجاته الاساسية بدرجة معقولة ٠
  • صدقه وابتعد تماماً عن ان تشعره بأنك تشك فيما يقوله ، ولا تصفه أبداً بالكذب ، وحاول ان تعرف الاسباب التي تجعله يلجأ الى البحث عن الذرائع ، وابعث في نفسه الاطمئنان ٠
  • لا تجبره على اداء عمل لا يميل اليه قسراً ، وإنما حاول ان تشركه في تذليل الصعوبات التي تعترض أدائه لذلك العمل ٠
  • وفر للطفل الهناء العائلي ، واجعله يعيش في جو من التفاهم المتبادل بين جميع أفراد الاسرة ، وابتعد عن اي انفعال يثير الخوف او الفزع في نفس الطفل ٠
  • تفاهم الآباء والامهات والمعلمين على المعاملة المتزنة الثابتة للطفل في المواقف المتشابهة ، واتخاذ الموقف الموحد ازاء السلوك غير المرغوب فيه يعطي القيم الاخلاقية معنى اوضح , ويُيسر امتصاص الطفل لتلك القيم ٠
  • اهتم بملاحظة سلوك طفلك وما قد يطرأ عليه من تغيير ، لكن لا تكثر من التدخل في شؤونه ولا تشعره بأنه مُراقب ، وحاول من ملاحظتك له ان تتعرف على المشكلات التي قد تحدث له اثناء نموه ٠



تمت الاستعانة بكتاب مشكلة الكذب في سلوك الطفل وغيره من المصادر لتنظيم هذا الموضوع٠



التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

أدم وحواء

2016