غالباً ما اُعتبرت الهندباء في السابق من الأعشاب المزعجة التي تغزو الحدائق و المروج و حتى ملاعب كرة القدم و الغولف ، حتى انها قادرة على النمو من خلال المماشي و الأرصفة المتصدعة ، و لكن بعد التعرف على فوائدها المتعددة يمكن اعتبار خاصيتها الكبيرة على الانتشار من الأمور الجيدة لنا ، اذ اصبح من السهل على الجميع إيجادها و اقتنائها و حتى زراعتها والاستفادة من خيراتها ٠
الهندباء غنية جداً بمادة البيتا كاروتين التي تتحول الى فيتامين A داخل أجسامنا ، و هذا النبتة المزهرة غنية أيضاً بفيتامين C ، فيتامينات B المُركبة ، الألياف ، المعادن الرئيسيّة في الجسم مثل : البوتاسيوم ، الكالسيوم ، المغنيسيوم ، الفوسفور ، وبعض المعادن ذات النسبة الضئيلة في الجسم مثل الحديد ، الزنك ، النحاس ، المغنيسيوم و غيرها ، بالاضافة الى القليل من فيتامين D أيضاً ، و الهندباء تحتوي على البروتين بنسبة تفوق ماهو موجود في السبانخ ، و قد تم تناولها منذ آلاف السنين كغذاء و كدواء لعلاج فقر الدم ، داء الاسقربوط ، مشاكل الجلد ، اضطرابات الدم ، الاكتئاب ٠
ان كنت تحاول الحصول على الهندباء البرية فعليك تجنب ما تعرض منها لمبيدات الآفات أو الأسمدة و المواد الكيميائية الأخرى ، ما يعني بأن تلك التي نمت في حديقة منزلك ليست خيارك الأمثل اذ لابد و انها قد تعرضت لِبَعْضٍ من تلك المركبات , و إختر بدلاً من ذلك ما توفر في مروج الجبال و الحدائق المهجورة ، كما يمكنك شراء بذورها أو جمعها من كرات الهندباء النَفِخة و الشائعة الظهور في فصل الصيف ، و من ثم زراعتها بكل سهولة في الحديقة أو صناديق الزراعة أو حتى الأوعية ، و كذلك يمكنك العثور على أوراق الهندباء الطازجة في بعض أسواق الأغذية الصحية أو كعشبة مجففة بالتجميد ( و هي الطريقة التي يتم فيها تجميد العشبة ثم تعريضها لضغط يعمل على تبخير الثلج دون مروره بالحالة السائلة و هذا ما يُسمى علمياً بالتسامي ) و يمكن الحصول عليها أيضاً بشكل شاي أو كبسولات أو صبغات ٠
اما فوائدها فيمكن تلخيصها بما يلي :
- الجهاز الهضمي
تعمل الهندباء مثل مُليّن خفيف يعزز الهضم و يحفز الشهية و يوازن نسبة وجود البكتيريا الطبيعية المفيدة في الأمعاء و يمكنها ان تعمل على زيادة إفراز حمض المعدة و الصفراء للمساعدة على هضم الغذاء و خاصةً الدهون ٠
- الكلية
تعمل هذه العشبة كطعام خارق مدرر للبول ما يساعد الكُلى على التخلص من الفضلات و الأملاح و المياه الزائدة عن طريق زيادة انتاج البول ، كما و تعمل على تعويض البوتاسيوم المفقود خلال هذه العملية ، و منع نمو الميكروبات في الجهاز البولي أيضاً ٠
- الكبد
لقد تبين ان للهندباء القدرة على تحسين وظائف الكبد عن طريق إزالة السموم و إعادة توازن الماء و الالكتروليتات في الدم (الالكتروليتات أو الكهارل هي العناصر أو الأيونات أو الأملاح التي تشكل محلولاً موصلاً للتيار الكهربائي عند ذوبانها في الماء فهي تحمل شحنات ضرورية للحياة و للقيام بمختلف وظائف الجسم و هذه الأيونات هي ( الكالسيوم 2+Ca ، المغنيسيوم 2+Mg ، الصوديوم +Na ، البوتاسيوم +K ، الكلوريد -Cl ، الفوسفات 3-PO4 ، البيكربونات -HCO3 ) ٠
- مضادات الأكسدة
كل جزء في نبتة الهندباء غني بمضادات الأكسدة التي تمنع الجذور الحرة من إلحاق الضرر بالخلايا و الحمض النووي مما يبطىء عملية الشيخوخة في خلايانا ، وكما ذُكر سابقاً فهي غنية بفيتامين C و A المُضادَين للأكسدة ، بالاضافة الى دورها في زيادة انتاج الكبد لإنزيم سوبر أوكسيد ديسميوتاز أو ما يُسمى ديسميوتاز الفائق المسؤول عن استعادة حيوية الخلايا و تقليل سرعة تلفها و مقاومة الجذور الحرة المُسببة للأكسدة ٠
- السرطان
عادةً ما لا تؤخذ قدرة اي نبات في مكافحة السرطان على محمل الجد ، و لكن هذا قد لا ينطبق على الهندباء اذ أظهرت الكثير من الدراسات المتتالية قدرتها على إبطاء نمو الخلايا السرطانية و منعها من الإنتشار ، و تتركز هذه الفائدة في اوراقها الغنية بمضادات الأكسدة و المُغذيات النباتية المُكافحة للسرطان ٠
- داء السكري
أظهرت الدراسات الحيوانية الحديثة بأن للهندباء القدرة على تنظيم مستويات السكر و الأنسولين في الدم و هذا يأتي كنتيجة لقدرتها في السيطرة على مستويات الدهون ٠
- ضغط الدم المرتفع
بما ان الهندباء تعمل كمدرر فذلك يعني زيادة عملية إدرار البول و خفض ضغط الدم بالمقابل ، كما ان احتوائها على البوتاسيوم و الألياف يُساعد أيضاً على تنظيم ضغط الدم ٠
- الكوليسترول
لقد أظهرت الدراسات أيضاً قدرة الهندباء على تحسين و توازن نسبة الكوليسترول من خلال التحكم بخفض مستوى الكوليسترول الضار LDL و رفع مستوى الكوليسترول الجيد HDL ٠
- المرارة
تعمل الهندباء على زيادة انتاج الصفراء ، كما و تقلل من تعرض المرارة للألتهابات فتساعد في حل مشاكلها و حمايتها من الأنسداد ٠
- الإلتهابات
تحتوي الهندباء على الأحماض الدهنية الأساسية و مضادات الأكسدة و المُغذيات النباتية و هذه العناصر جميعها تعمل على تقليل الإلتهابات في مُختلف أنحاء الجسم ما من شأنه ان يُخَفِّف الألم و التورم ٠
- جهاز المناعة
اما فائدتها الاخيرة فتتجلى في تعزيز وظيفة جهاز المناعة و مُحاربة الميكروبات و الفطريات ٠
ان أوراق الهندباء و زهورها و جذورها جميعها صالحة للأكل و لديها نكهة مُرَّة قليلاً ، الا ان ذلك يُمكن ان يقل إن تم حصادها في فصل الخريف أو الربيع ، اما اوراقها الصغيرة فهي اكثر طراوة و اقلُ مرارةً ما يجعلها ملائمة جداً للسلطات ، كما ان طبخ الهندباء يُزيل النكهة المُرة عن اوراقها و جذورها ٠
تُعتبر الهندباء بصورة عامة آمنة كغذاء أو دواء ، و لكن هناك بعض الأشخاص ممن لديهم ردود فعل تحسسية تجاهها ، لذا يجب على اي شخص يُعاني من تحسس تجاه عشبة الرجيد ragweed ، الأقحوان chrysanthemum ، نبات الآزديون marigold ، البابونج chamomile ، زهرة اليارو yarrow ، زهرة الربيع أو الديزي daisy ، ان يتجنب الهندباء ، وهذا بالإضافة الى ضرورة تجنبها من قِبَل الحوامل و المُرضعات و من يتعاطى علاجاً ضمن وصفة طبية بحسب حالته المرضية فعلى جميعهم استشارة الطبيب المُختص بمتابعة وضعهم الصحي قبل اضافة اي شيء الى نظامهم الغذائي ٠